ads

ads

احدث المواضيع

العنايه بالبشره[Oneright]

طبيب المجله[Oneleft]

معلومات صحية

مطبخ المجلة

هذا هو البرلمان الذي نريده أن يكون!!!!


من المفترض أن يكون أعضاء البرلمان من أفضل النخب الثقافية والعلمية والسياسية في البلاد … من المفترض أن لا يدخل تحت قبة البرلمان سوى الراسخون في العلم وذوي العقول والنهى… من المفترض أن يكون أعضاء البرلمان من خيرة أبناء هذا الوطن كفاءة وأمانة ونزاهة ... هذا هو البرلمان الذي ترتعد منه فرائص الوزراء ويخشاه رجال الحكم في الدولة ، وهذا هو البرلمان الذي يطمئن إليه الجزائريون في رقابته للحكومة وللمال العام ويثقون في تشريعه للقوانين ومسائلته للوزراء ... هذا هو المأمول ، أما الواقع فهو شيء آخر ... في البرلمان أناس لا يعرفون قراءة كشف مرتبهم الشهري ، فكيف لهم أن يقرؤوا ميزانية دولة ، وإن قرأوها لا يفهمون لها كوع من بوع ، وأنّى لهم بمناقشة السياسة العامة للحكومة ؟ ... في البرلمان نفر لا يعرفون معنى الميزان التجاري ، هؤلاء القوم كيف لهم أن يناقشوا وزير دولة برتبة برفوسيور أو دكتور ؟ في البرلمان رجال ونساء لا يُفرقون بين القانون والمنشور والتعليمة والقرار والمقرر ... فكيف تُشرع هذه الشراذم للجزائريين قوانين تُحيي وتُميت ؟  في البرلمان كثيرا ما رصدت كاميرات " البث المباشر " بعض النواب إذا ما اضطروا للكلام غمغموا وتمتموا وتنحنحوا وتزحزحوا وتقدموا وتأخروا ... ثم جاءوا بالأفانين من القول ... بلبلة لسان ، وتخريف وهذيان ، وإظهار بغير بيان ، ووقوف بغير وقف ، وإدغام بغير مدغم ، ومدّ وشد وهمز وجزم وإعراب بغير مكان ... فكيف لا يحتقر الناس برلمان هذا حاله ؟ كيف لا يسخر الصحفيون من برلمان هذا شأنه ؟ .. هذه هي إفرازت العمل السياسي الذي عاث فيه أصحاب المال الوسخ فسادًا ... فبإمكان رجل تافه من دهماء القوم ، أن يتصدر قائمة المترشحين للبرلمان في أكبر الأحزاب السياسية في البلاد وأعرقها بأموال الحرام ، ثم لا يقدم للدولة ولا للشعب شيئًا لأنه أمي عامي لا يعرف معنى الدولة ، ولا مفهوم الدولة  ، ولا يفقه شيئا عن قانون المالية وميزانية الدولة ، ولا يعرف قطميرًا ولا نقيرًا عن بيان السياسة العامة للحكومة ، وإذا تحدث معه المتحدثون عن بيان بنك الجزائر كانوا كمن يُحدثه بلغة الباشتون أو الهنود الحمر ... المهم أن يُشبع نَهَمَهِ للكرسي ، والمهم أن يكتسب صفة " عضو في البرلمان " لكن ما وراء هذا العضو من مهام جسام ...لا يهم ... والغريب العجيب أن طالب العمل في الجزائر إذا ما أراد الترشح لمنصب متصرف ، أو ملحق للإدارة ، أو عون مكتب ... يُشترط في توظيفه ملف إداري ثقيل وبيل تتصدره شهادة علمية مخصوصة ومشفوعة بكشف النقاط خلال سنوات دراسته ، وأن لا يكون من أصحاب السوابق العدلية ، ويتمتع بصحة جيدة ، ولياقة بدنية سليمة ... ويخضع لمسائلة شفهية تتعلق بمهامه التي ستُكول إليه ... لكن الترشح للبرلمان لا يهم فيه المستوى العلمي والثقافي ، ولا تهم فيه الخبرة السياسية... وليس على المترشح من حرج إن كان من كبار اللصوص ، وليس عليه من حرج إن كان من كبار المساهمين في تكسير المؤسسات التي حُلت وبيعت للخواص ، وليس عليه من حرج إن كان مُسنًا ومريضًا وعاجزًا عن السفر وعن المكث لأربع ساعات متواصلة في اجتماعات اللجان أو في دورات المجلس ... هذا هو المنطق الغريب الذي أفرز واقعًا يدع الحليم حيرانًا ... البرلمان مؤسسة من مؤسسات الشورى في الدولة ولا ينبغي أن يصل إليها كل رويبضة تافه ... البرلمان هيئة تشريعية كبيرة ، وهيبتها من هيبة الدولة ولا ينبغي أن يتسلق إليها الدهماء ،  وأصحاب المال الحرام ، وذوي المهن المتواضعة ، والمطرودون من المدرسة في مراحل مبكرة ... فإنه لا يمكن لهؤلاء أن يجالسوا الوزراء ، ويخاطبوا كبار القوم مشافهة أو مكاتبة ... ولا يمكن لهؤلاء القوم أن يكونوا أعضاء فاعلين لا مفعول فيهم في اللجان المختلفة للمجلس الشعبي الوطني ... ولا يمكن لهؤلاء الأوباش أن يستقبلوا السفراء والأمراء والوزراء الأجانب ... لكن الداهية التي قصمت ظهر العمل السياسي في الجزائر هي اعتزال ذوي الحجى والنهى للسياسة وكل مَن يجترح السياسة ، وكل مَن يتحدث في السياسة ، وكل مَن يجن أو يعقل في السياسة ... بل إن بعض النخب في الوطن صارت السياسة بالنسبة لهم رجس من عمل الشيطان ... وهذا وهم خاطئ ، عندما انكفء النزهاء وأصحاب العلم عن السياسة تركوا المكان شاغرًا للذئاب التي تلبس الثياب فطفت على  المشهد السياسي شراذم تافهة كما تطفوا الجثث الميتة على سطح البحر ... وأنا ـ وأعوذ بالله من كلمة أنا ـ أعتبر انسحاب النخب من العمل السياسي جريمة كبرى لا تقل عن كبيرة التولي يوم الزحف ... ولا بد للدولة ـ إن أرادت أن تسترجع هيبتها ومصداقيتها وفعّالية مؤسساتها الكبرى ـ أن تراجع قوانين الترشح للبرلمان ... ولا شك أن هذه المراجعة ستنعكس إيجابًا على العمل السياسي فتُنشأنه خَلقًا آخر غير الذي تعارف عليه الناس ... عند إذن سيكون للدولة برلمان يمكنه أن يُطيح بأي حكومة فاسدة ، ويمكنه أن يَكبح جماح السلطة التنفيذية التي تغولت على السلطة التشريعية ، ويمكنه أن يكون رقيبًا عتيدًا على المال العام ، ويمكنه أن يكون حريصًا على المصلحة العامة للوطن في إطار سُنة التدافع السوي القويم الذي يحفظ التوازن المطلوب بين مؤسسات الدولة المختلفة
رميلات

فضيلة الشيخ سي عطية مسعودي 1900 ـ 1989 أحد كبار علماء الجزائر


عندما كان فضيلة الشيخ محمد الغزالي (رحمه الله) رئيسًا لجامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة كان يستشهد في محاضراته ودروسه بأقوال وفتاوى فضيلة الشيخ سي عطية بن مصطفى مسعودي ... وعندما سمع الشيخ سيدي محمد بلكبير (طيّب الله ثراه ) بوفاة الشيخ سي عطية ، قال وعيناه تفيض من الدمع : ( لقد مات ملك الزمان في العلم و التقى و الورع ... الشيخ سي عطية ) ... ولمّا زار الشيخ عبدالحميد ابن باديس الجلفة سنة 1931 واستمع للشيخ سي عطية مسعودي أعجب به أيما إعجاب ، وأثنى عليه الثناء العطر ... ولمّا كان فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي يترأس بعثة الأزهر الشريف في الجزائر ، حَدّثه أحد الأساتذة الملازمين له عن علاّمة الجزائر الشيخ سي عطية مسعودي ، وعدد له شمائله الجليلة ، وخصاله الجميلة ، وحدّثه عن معارفه وعلومه ، فقال الشيخ الشعراوي رحمه الله " ليتني كنت فيها جذعًا " أي ليتني كنت شابًا فآخذ العلم عنه ... وفي عام 1966 زار الشيخ سي عطية وفد كبير من علماء آسيا ، كان على رأسهم الفقيه العلامة الشيخ ميان محمد شفيق قاضي خيلي ،  وهو من كبار الدعاة في ولاية بيشاور بباكستان ، ومكثوا في ضيافته بضعة أيام .. كانت أيام علم ، وفقه ، وأدب ، ومساجلات ، ونقاشات من أرقى ما يكون ... انبهر خلالها علماء آسيا بغزارة علمه ، ومحفوظاته من العلوم الشرعية واللغوية ، وعندما رجع الداعية محمد شفيق قاضي خيلي إلى بلده و في إحدى مراسلاته طلب من فضيلة الشيخ سي عطية مسعودي أن يقبل دعوته للإقامة بينهم ببيشاور و أن يشرف معه على تجمع كبير للعلماء و الفقهاء يدوم 04  أشهر كاملة ... وكان الشيخ مبارك الميلي (رحمه الله) وهو أحد شيوخ جمعية العلماء ، يلقب الشيخ سي عطية بالأديب الفاضل ، وكان معجب بالشيخ سي عطية إلى حد الانبهار ، وعندما كان الميلي مُدرسًا في الأغواط كان يراسل الشيخ سي عطية ويتودد إليه بكلام لطيف رقيق ... وكان فضيلة الشيخ عاشور الخنقي  (رحمه الله )، وهو أحد أعلام الجزائر الأفذاذ .. خريج جامع الزيتونة وقد أمضى فيه عشر سنين ، ودرّس في المدينة المنورة ، يستشهد بفتاوى الشيخ سي عطية ، كما ورد ذلك في كتابه المنار ... وكان فضيلة الشيخ عبدالرحمن الديسي ، يستشهد بفتاوى الشيخ سي عطية ... وكانت للشيخ سي عطية مسعودي مراسلات أدبية رائعة ماتعة مع فضيلة العلامة الشيخ الطاهر العبيدي ، وهي رسائل في غاية الجمال ، ومنتهى الابداع ... وأثنى على الشيخ سي عطية العلامة الإمام الشيخ أحمد الأردني خطيب مسجد الفتح بمدينة بريمن الألمانية ، وهو ثاني أكبر مسجد بألمانيا ... وأثنى على الشيخ سي عطية عالم مدينة المدية وعلاّمتها الشيخ  مصطفى فخّار ... وكان الشيخ عبدالقادر بن ابراهيم المسعدي وهو أحد مؤسسي جمعية العلماء يُقر بالمكانة الكبيرة للشيخ سي عطية ، ويعتبره من الراسخين في العلم .... وأثنى على الشيخ سي عطية شيخ الزاوية القاسمية العلاّمة مصطفى بن محمد القاسمي ... وما أكثر شهادات العلماء الذي أقروا بالمكانة العلمية الكبيرة لفضيلة الشيخ سي عطية بن مصطفى مسعودي ، فقد كان الرجل عالمًا بالحلال والحرام ، فقيها نبيهًا لا يكاد يدانيه أحد من شيوخ زمانه في سعة اطلاعه على أصول وفروع الفقه المالكي ، ولذلك كانت ولا تزال فتاواه مرجعًا للأئمة وشيوخ المساجد عبر الوطن ، ومرجعًا لأساتذة الجامعات في كليات الشريعة عبر القطر ... والفقه هو من أجل العلوم وأعظمها وأكبرها ... كان رحمه الله يُجيب عن كل عويصة من نوازل العصر مما قد يستشكل على أقرانه من الفقهاء ، ولو استعرضنا نماذج من فتاواه لطال بنا المقال ... حفظ الشيخ سي عطية كتاب الله المجيد وعمره لا يتجاوز الثامنة ، وكان يتلوه غضًا طريًا بصوته الندي كما أنزله الله على النبي الأكرم والرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله سلم ، وكان يُفسره في دروسه تفسيرًا يأخذ بالعقول والألباب ، وكان يحفظ زهاء خمسين متنًا من متون الفقه والعقيدة والنحو والبلاغة والمنطق والسيرة والآداب والتجويد وسهو الصلاة وعلم الفرائض .. وإلى جانب هذه المتون كان يحفظ الموطأ ، وصحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، وإحياء علوم الدين وهو كتاب من أربع مجلدات ... وكان إذا بسط القول في شرح هذه المتون وأمهات كتب التراث توغل بعيدًا في معانيها حتى لكأنها شاخصة ماثلة أمامك تكاد تتلمسها بيديك ... كان العالم العلاّمة فضيلة الشيخ سي عطية مسعودي ذا جاه عريض ، ومنزلة رفيعة بين قبائل أولاد نايل التي ينحدر أصله منها لما عرفوه عنه من علم كبير ، وخُلق رفيع ، كان مسموع الكلمة ، مُهاب الجناب ، لا يُرد له قرار ، ولا يُشق له غبار  ، وقد جعل الله له حظًا وافرًا من القبول بين الناس .. كان متواضعًا ، خَفيض الجناح ، هيّنًا لينًا ، ألف مألوف ، حلو المعشر ، دائم الابتسام ، يُحبه كل مَن يجالسه أو يستمع لدروسه وخطبه ...  كان ذائع الصيت داخل الوطن وخارجه لكنه كان  من الأعلام الذين يعملون بصمت بعيدًا عن زخارف الشهرة وبهارج الأضواء ... ومما يحكيه الشيخ أحمد بن شريك وهو أحد تلامذة سي عطية " طيّب الله ثراه " عن أسلوبه في التربية ، قال تأخرت عن صلاة الجماعة يومًا وأنا تلميذ صغير فأرسل إليَّ أبيات مكتوبة يُعاتبني فيها قائلا :
أي بني أحمــد هل طـــاولك عـذر     يمنع المرء من صلاة الجماعـة
أم عراك الذي عرى غيركم من     فشـل وتهــاون في الطاعـــــــة
أي بني اصطبــر وصابر كمـــا     حث الكتاب وقول أهل الشفاعة
لاصــلاة لمن بقرب بيـــوت الله     إلا فيهــا ، فزكي البضـــــــاعة
بك إني ظننت خيرا فلا تعكـس     ظني وكــــن فتى ذا شجـــــاعة
تتلمذ الشيخ سي عطية بن مصطفى مسعودي على علماء أعلام ، ومشايخ عظام ، أذكر منهم أخيه الشيخ الهادي مسعودي المدرس في الزاوية الجلالية بضواحي الجلفة ، والشيخ عبدالقادر طاهيري شيخ الزاوية الإدريسية ، وأخذ العلم عن شيوخ زاوية عين الحمام ، وزاوية سيدي على أوموسى في بلاد القبائل الكبرى ،  وتنقل إلى الجزائر العاصمة فكفلته عائلة سيدي محي الدين أولاد الباي ومكث هناك سبع سنين يطلب العلم عن الشيخ عبدالحليم بن سماية مفتى الجزائر العاصمة ، وما أدراك ما عبدالحليم بن سماية ؟ هو تلميذ الشيخ محمد عبده ، وأخذ العلم عن الشيخ بن جلون في زاوية الشيخ عبدالقادر الحمامي بالبليدة ... وبعد إجازته بالعلم والفتوى تولى التدريس في أول مدرسة أسستها جمعية العلماء المسلمين في الجلفة ... وإبان فترة الكفاح المسلح كلفته قيادة جيش التحرير بمهام الإفتاء والقضاء للجنود والمجاهدين المقاتلين في سبيل الله ، وقام بهذه المهمة على الوجه الأفضل والأكمل إلى أن وضعت الحرب أوزارها ، ولمّا هلت بشائر النصر وولت فرنسا خاسئة خائبة عن بلدنا الجزائر ، تولى الشيخ سي عطية الخطابة والتدريس في الجامع الكبير بالجلفة ، فاستفاد من دروسه وعلومه الجم الغفير ... عاش الشيخ في دنيانا الفانية هذه 89 عامًا ، قضى أكثر من 80 سنة منها في طلب العلم والعمل به وبثه في الناس .. ولد سنة 1900 وتوفي سنة 1989 فجر الأربعاء 27 سبتمبر ، عليه من الله شآبيب الرحمة والرضى والرضوان .
رميلات

التاريخ السياسي للزوايا والطرق الصوفية في الجزائر


الإحاطة بالموضوع من كل جوانبه تحتاج إلى مؤلفات بل إلى مجلدات ، ولا أعتقد أن التاريخ السياسي للزوايا والطرق الصوفية في الجزائر يكفيه مقال في بضع سطور ، لكن ما لا يُدرك كله لا يُترك جله ، وقد كانت السياسة ولا تزال ، هي الباب العظيم الذي يدخل منه الخير الكبير ، أو الشر المستطير ... في عهد بومدين وُضِعَ بعض شيوخ الزوايا تحت الإقامة الجبرية ، وزُجَّ ببعضهم في السجون ، وبعضهم كان طريدا أو شريدا في المنافي ، وأمِّمَت الأملاك الوقفية التابعة للزوايا ووُضعت تحت تصرف الصندوق الوطني للثورة الزراعية ، ومُنع بعض مشايخ الطرق الصوفية من الخطابة والتدريس ، وغُيّبت الزوايا من الإعلام عن عمد وسبق إصرار وترصد ، ومن الزوايا التي تعرضت لهذه المعاملة القاسية في عهد الرئيس بومدين ، الزاوية القادرية بورقلة التي اتهم شيخها سيدي محمد بن إبراهيم الحسني بتأييده لانقلاب الطاهر الزبيري عام 1967 ، كما اتهمت الطريقة العلوية بالعمالة لدولة مجاورة ، وهُدِمَ جزء من الزاوية القاسمية بالهامل بأمر من الرئيس هواري بومدين وأغلق المعهد القاسمي في عهده ، وتم هدم زاوية الشيخ باش تارزي بقسنطينة وهي من زاويا الطريقة الرحمانية العامرة العاملة بشرق البلاد ، وأمِمَّت أوقافها ، وأوقف التعليم بها تحت القهر والجبر ، ومُنع الشيخ سيدي محمد بلكبير من الخطابة ، وجُمّد نشاط الطريقة التيجانية بعين ماضي ، وحُرم الرائد عبدالمجيد حملاوي من الترقية في الجيش في عهد بوخروبة لأنه كان شيخ الزاوية الحملاوية كما أفادني بذلك ابنه الأستاذ محمد حملاوي ، رغم أن بومدين كان أحد تلامذة هذه الزاوية العريقة لكنه عقها لما اشتد عوده .. وكثير من الزوايا الأخرى التي لقيت من العنت والضيق ما لقيت ، وفي مقابل ذلك ضُخِّمَ دور جمعية العلماء المسلمين كبديل عن علماء ومشايخ الزوايا ، وأقحمت على الحياة العلمية والثقافية إقحاما ، واُعتُمِدَت مرجعيتها في المناهج والمقررات الدراسية ، وصار الاحتفاء بابن باديس يوم وفاته المصادف لـ 16 أفريل " يوم وطني للعلم " ، على الرغم من أن مآثر وأمجاد الأمير عبدالقادر الصوفي الطرقي لا يمكن مقارنتها بابن باديس ،  لكن تأخر هذا وتقدم ذاك ، ويكفي من بطولات الأمير أنه خاض 116 معركة ضد الفرنسيين وقتل منهم 1500 جندي في معركة المقطع لوحدها ، ناهيك بملاحمه وبطولاته الأخرى في معركة التافنة ، ومعركة خنق النطاح الأولى والثانية ، ومعركة الزمالة ، علاوة على أفكار الأمير وخطبه وأشعاره ومؤلفاته ، واختفى من مناهج أبناءنا التربوية أبومدين شعيب الذي فَقَدَ ذراعه في تحرير القدس إلى جانب صلاح الدين الأيوبي لأنه صوفي ، واختفى من مناهج أبناءنا المدرسية الشيخ محمد بن عبدالكريم المغيلي الذي طرد اليهود من تمنطيط وقاتلهم في صحراء توات وعلم ملوك القارة السمراء كيفية تحكيم كتاب الله وسنة رسوله بمؤلفات ورسائل لا تزال دُرَّة في جبين التاريخ ، وكَتَبَ تفسيرا جليلا جميلا للقرآن الكريم .. كل هذا اختفى من مقررات أبناءنا لأنه صوفي ، واختفى من مناهجنا سيدي عبدالرحمن الثعالبي الذي تخرج على يديه مئة عالم من أشهر وأعظم علماء المسلمين في عصرهم وزمانهم ، واختفى جلّة من العلماء والعظماء من كتب أبناءنا المتمدرسين ، وحتى الجامعات ومعاهد البحث العلمي لم تخلو من الختل والحيف والزيف ، وانتشرت فيها الدراسات الناقمة على الطرق الصوفية ، وغُيّبت منها البحوث الجادة والموضوعية عن دور الزوايا والطرق الصوفية في تاريخ الجزائر الثوري والجهادي والثقافي والإعلامي ... كل ذلك اختفى لأن تلامذة جمعية العلماء سيطروا على مراكز صنع القرار فغيبوا من مقررات ومناهج أبناءنا كل ما له علاقة بالزوايا أوالصوفية أو التصوف ... هذا التزييف والتحريف كان مدعوما ومعززا بحرب إعلامية اتهمت الزوايا بالعمالة والتخلف ونشر الخرافة والبدعة ، ولعل حملة جريدة المجاهد على الزوايا والطرق الصوفية سنة 1968 أكبر شاهد ودليل ، ومَنَعَ نظام بومدين كل مَن له علاقة بالصوفية أو التصوف من أي منصب هام أو غير هام في الدولة على الرغم مما في أهل التصوف من إطارات مقتدرة وتخشى الله في السر والعلن ، ولما هلك سلطان بوخربوبة وآلت رئاسة الدولة للرئيس الشاذلي بن جديد رحمه الله أعاد للزوايا أوقافها ، ورفع الإقامة الجبرية عن كثير من شيوخها ، وأقام علاقات مودة مع كثير من شيوخ وعلماء الزوايا كزاوية بالأحول بغيليزان ، وزاوية الهامل ببوسعادة ، وزاوية الشيخ سيدي محمد بلكبير بأدرار ، و كان السيد الرئيس يُكرم العلماء ويتردد على زيارتهم والتواضع لهم ، وكان يحرص على دينه وأمانته وخُلقه ، ولذلك وصفه الشيخ محمد الغزالي بـ " الرئيس المؤمن " ، ولمّا استقال الشاذلي رحمه الله ، وجاء بعده الذين أوقفوا المسار الانتخابي واندلعت الحرب الأهلية الساحقة الماحقة وهلك جراءها 250.000 قتيل ، أدرك النظام الحاكم ـ وبعد فوات الآوان ـ خطورة الغلو والتطرف والإرهاب على العباد والبلاد ، وأدركوا ـ بعد فوات الآوان ـ خطورة حربهم على الزوايا ، فجاؤوا بالوهابية المدخلية لضرب الإخوان ، والجبهة الإسلامية للإنقاذ ، وجماعة الجزأرة ، وجماعة الدعوة والقتال ، والشيعة ، والقاعدة ، وكل التيارات الإسلاماوية المتشددة لإنجاح برنامج المصالحة الوطنية والوئام المدني ، إلاّ أن الرئيس بوتفليقة كان يرى أن فسح المجال لـ " المداخلة " برنامج خطير من برامج " الديارس الهالكة " وهو كالمستجير من الرمضاء بالنار ، وعلى الرغم من ذلك فقد أرخى حبلها على غاربها وترك المداخلة ينتشرون ويتمددون ، وفي الآن ذاته راح يدعم منهج الزوايا عساه أن يواجه طوفان التطرف الطاغي ، والغلو الجارف ، فعين على رأس وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور أبوعبد الله غلام الله وهو أحد المتخرجين في الزوايا ، وكان له دعم معنوي رسمي للدروس المحمدية للزاوية الهبرية البلقائدية التي كانت تستظيف كبار علماء ومشايخ التيار الصوفي في العالم الإسلامي من خلال حضور بعض رجال الدولة في هذه الدروس ، ورمم مسجد الشيخ سيدي محمد بلكبير في أدرار ، وبنى مسجد سيدي عقبة بن نافع في بسكرة ، وبنى مسجد وفندق بعين ماضي لدعم الزاوية التيجانية ، وكان بين الحين والآخر يزور الزوايا ، واهتم بعلاج مشايخها في الخارج ، وعين للزوايا مستشارا خاصا برئاسة الجمهورية ، لأن أتباع الطريقة التيجانية في العالم يناهزون الـ 400 مليون مسلم معظمهم في إفريقيا السوداء ، وكان طموح الرئيس بوتفليقة هو استغلال هذه الطريقة في بسط النفوذ الجزائري على الدول التي تنتشر فيها الطريقة التيجانية ... وفي الآن ذاته أراد أن يحول الزوايا إلى مراكز للإنتفاع السياسي إلا أن حيلته هذه لم تنطلي على شيوخ الزوايا لأنهم أباب مطالع ، لا أرباب مطامع ، وأصحاب قلوب ، لا أصحاب جيوب ، ولذلك كانت الزوايا العاملة ولا تزال بعيدة عن السياسة رغم محاولات إقحامها في هذه المخاضة إقحاما ، أما الذين يستدلون على تسيس الزوايا بزيارات شكيب خليل ، فلا شك أنهم لا يعرفون واقع الزوايا تمام المعرفة وبعمق يمحصها من الداخل ، فأغلب " الدويرات " التي زارها شكيب لا تحمل من الزوايا إلا الإسم ، والمتمشيخون فيها لا علاقة لهم بالقرآن ، ولا بحلق الذكر ، ولا بالعلم ، ولا بالتربية ، ولا بالمنهج الصوفي الأخلاقي لسيدنا الجنيد ... والجمعية الوطنية للزوايا لا تمثل إلا نفسها وهي ليست الناطق الرسمي باسم الزوايا ، وكأن الذي أنشأها كان هدفه تشويه الزوايا وتلطيخ سمعتها ، وليس الدفاع عن حقوق الزوايا وطلبتها ومشايخها .
أما وهابية الجزائر ، وأتباع ومريدوا الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، والإخوان ، وجماعة الجزأرة ، وكل الذين يمارسون السياسة بالدين فقد كانوا يظنون أن عدوهم اللدود الذي يريد ضربهم ، وتشتيت صفوفهم هم علماء ومشايخ الزوايا والطرق الصوفية ، وكانوا ولا زالوا يظنون أن الزوايا تمارس السياسة وتدعم السلطة المتغلبة ، ليتفاجئوا أن " الديارس الهالكة " قد اختلقت لهم عدواً لدوداً من جنوبهم هم " المداخلة " المدعومون بـ " البترو دولار " الخليجي ، ومنهج شيوخ وعلماء الزوايا لم يتغير منذ عصر الدولة المرينية وإلى يوم الناس هذا ، وهو منهج واضح يهدف للحفاظ على مذهب الإمام مالك ، والعقيدة الأشعرية ، والتوجه الصوفي ، ولا يعنيهم لا الوهابي ولا المدخلي ولا الجامي ... ولا زالت الزوايا تلقن أبناءنا وبناتنا هذه المرجعية الجزائرية الأصيلة وهي أكبر حصانة ضد التطرف والغلو ، ولم ولن يكونوا عدوا لأي مسلم مهما ظلت به السبل ، لأن المحبة دين يتقرب الصوفية به إلى الله .
لكن الذي ينبغي أن نقوله وبصوت عالٍ أن بومدين " خان " المرجعية الدينية الأصيلة للجزائريين خيانة عظمى لا زلنا نتجرع مرارة غصصها إلى اليوم ، فقد تحول الوطن إلى ساحة مفتوحة على جماعات دينية لا يمت بعضها بصلة لبعض ولا يمكنها أن تلتقي في قطمير أو نقير ، هذه الجماعات الدينية تنشر البغضاء والكراهية بين المسلمين في وطنهم الواحد الجزائر ، وفي الوقت الذي تتخاصم فيه هذه الجماعات على الرجل يبول أو يشرب واقفا ، هنالك في الجهة الأخرى عصابات سياسية قفزت كالقرود الإفريقية إلى مناصب صنع القرار فنهبت وسلبت وسرقت قوت الشعب ومقدراته والقوم لاهون ساهون ، وفي الكراهية والبغضاء غارقون إلى الأذقان .
رميلات

الضريبة على الدخل IRG ضريبة ظالمة


ما هي الأسباب الوجيهة التي تجعلني أدفع ضريبة على مرتبي الشهري المتواضع ؟ أما آن لهذه الضريبة الظالمة أن تنتهي كما انتهى وهلك سطان أويحيى الذي فرضها ذات عام ؟ ألم تكن آلاف الملايير التي طبعتها الحكومة البوتفليقية البائدة كافية لإلغاء الضريبة على الدخل IRG التي أعْنَتَتِ العمال والموظفين فهم من مغرمها مثقلون ؟ الدول المتقدمة لا تفرض الضريبة على الدخل IRG إلا على أصحاب المرتبات العالية جدا وليس على جميع الموظفين عاليهم وسافلهم وقويهم وضعيفهم . والموظف الضعيف في بلدنا حسب تقديري المتواضع هو كل مَن يقل مرتبه عن مئة ألف دينار أي 10 مليون سنتيم .
والسؤال الآخر الذي ينبغي طرحه لِمَ لَمْ تكن الضريبة على الدخل IRG من اهتمامات نوب الشعب ؟ أم أنهم منهمكون مشغولون بتحسين رواتبهم ومعاشاتهم فلم يجدوا الوقت لرفع هذا الإنشغال إلى أولي الأمر منا ؟ لا نقول بنبغي إلغاءالضريبة على الدخل IRG ولكن ينبغي إعادة النظر في تصنيفاتها ونسبها وأن يُعفى منها كل من يقل راتبه عن مئة ألف دينار . أو تخفيض نسبها إلى الحد الأدنى بنسبة 1% أو 2% من مجموع الراتب الصافي وذلك أضعف الإيمان . لأن نسبة الإقتطاع الحالية ظالمة وجائرة وليست لها أي حجة مقنعة أو مبرر مستساغ ... ثم . ألا يمكن تعويض الضريبة على الدخل بضرائب أخرى على الأغنياء والشركات والمؤسسات ومنع التهرب الضريبي بدل إعنات " الزواولة " وإرهاقهم بهذه الضريبة ؟ .
رميلات

وفاة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي في مقر إقامته في السعودية

أكد منير بن صالحة محامي الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي لقناة يورونيوز، نبأ وفاة الرئيس الأسبق في مقر إقامته في المملكة العربية السعودية.

وكان بن علي هرب إلى العربية السعودية في يناير كانون الثاني من سنة 2011، إبان انتفاضة شعبية أطاحت بحكمه، وألهمت انتفاضات شعوب عربية أخرى. بعد خروجه من السلطة بستة أشهر فقط، حكم القضاء عليه وعلى زوجته، غيابياً، بالسجن لمدّة 35 عاماً في قضايا مرتبطة بالقتل العمد والاختلاس وتجاوز السلطة.

وادت الانتفاضة الشعبية إلى انتقال ديمقراطي في تونس، التي تعيش هذه الأيام على وقع حملة انتخابات تشريعية، ونتائج الدور الأول من انتخابات رئاسية. وأطلق محللون سياسيون ومراقبون على نتيجة الدور الأول للانتخابات الرئاسية اسم "ثورة الصندوق"، لما عكسته من رفض شعبي للطبقة السياسية الحاكمة، تجسد في تصدر المرشح المستقل قيس سعيد للنتائج، متبوعا برجل الاعمال المسجون حاليا ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروي، المتهم بالتهرب الضريبي وقضايا أخرى.

وعلق مستخدمون لموقع تويتر على الانترنت على وفاة بن علي داعين إلى تجنب التعليقات غير الإنسانية.

بداية الظهور

وكان بن علي حكم تونس طيلة 23 سنة، وقد أخذ الحكم عندما أعلن وهو وزير أول عجز الرئيس الحبيب بورقيبة، عن مواصلة مهامه لأسباب صحية سنة 1987.

ومع بداية حكمة شدد بن علي قبضته على السلطة، فخنق الحريات وضيق على نشاط الأحزاب السياسية، في وقت اعتمد سياسة اقتصادية منفتحة أدت إلى نمو متسارع، ولكنها غذت في الآن نفسه تفاوتا حادا بين المناطق وأنتجت فسادا فظيعا، خاصة في الوسط العائلي لابن علي.

وكانت بداية ظهور بن علي في الفترة التي أعقبت استقلال البلاد في 1956، حين تولى سنة 1964 إدارة الامن العسكري ثم الامن الوطني سنة 1977.

وبعد تعيينه سفيرا في بولندا مدة ثلاث سنوات دعي بن علي من جديد ليتولى مهمة سابقة في إدارة الامن الوطني، حتى يقمع المحتجين في "ثورة الخبز" سنة 1984. وفي سنة 1986 تولى وزارة الداخلية ثم أصبح وزيرا أولا سنة 1987، وهي السنة التي أزاح فيها بن علي بورقيبة عن الحكم.

وعرفت العشرية الأولى لبن علي إعادة هيكلة واسعة للاقتصاد، مدعوما بالبنك العالمي وبصندوق النقد الدولي، حققت البلاد خلالها نسبة نمو تتجاوز بقليل 4% سنويا.

وجه الفساد والسقوط

واتسمت فترة بن علي بعد سنة الالفين خاصة بنمط الحياة المسرف لزوجته ليلى الطرابلس وزمرتها من وسطها العائلي، التي أضحت تتبجح بالثراء على حساب أصحاب المشاريع الناحجة من رجال الاعمال وثروات المجموعة الوطنية، وهو ما أضحى رمزا للفساد في عهد الرئيس الراحل.

ومذاك أضحى الغضب يمتد إلى قرى ومناطق محرومة، ما ادى إلى حركة احتجاجية سنة 2008 سميت "بالثورة الصغيرة" وما رافقها من أحداث الحوض المنجمي في قفصة.

واليوم، مازالت الاوضاع المعيشية قاسية في تلك المناطق وفي أنحاء أخرى من مختلف ولايات البلاد، حيث ترتفع نسبة البطالة إلى اكثر من سنة 2010، وتدهورت الخدمات العامة.

وكانت نهاية بن علي المفاجئة أتبعت اقدام بائع الخضر محمد البوعزيزي على اضرام النار في نفسه في كانون الاول ديسمبر 2010، إثر حجز الشرطة لعربته. وتسارعت الأحداث بعد ذلك بموجة من الاحتجاجات، انتهت بفرار بن علي وسقوط نظامه في 14 كانون الثاني يناير 2011.

ولئن يتقدم التونسيون اليوم بخطوات كبيرة على طريق الديمقراطية، فإن الكثيرين منهم أضحوا يعانون أوضاعا اقتصادية أصعب مما كانوا يعيشونه زمن بن علي، بسبب عدم حل عديد القضايا المرتبطة بالفساد والتهريب، وغياب المشاريع التنموية في عديد المناطق.


Top