اللحية الوهابية هي تلك اللحية المنفرة الخارجة عن الأذنين و المرسلة إلى ما يقارب السرة .. اللحية الوهابية هي ذاتها لحية داعش ، ولحية القاعدة ، ولحية جبهة النصرة ، ولحية الجماعات المسلحة التي ظهرت في الجزائر إبّان فترة العشرية السوداء بشكلها الكاريكاتوري المضحك أحيانا والمقزز أحيانا أخرى ...
هل إسلام الحضارة والتمدن الذي يحب التزين والجمال هو الذي يدعوا إلى إسدال هذه اللحى بطول وعرض لا حدود لهما ؟ أليست اللحية هي إحدى سنن الفطرة العشرة والتي من بينها الختان ، وتقليم الأظافر ، ونتف الإبطين ، وحلق العانة ، وإعفاء اللحية ، وحف الشارب ، والسواك ...
وغيرها من مظاهر النظافة والزينة ، ومَن الذي فسر للوهابية أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال : " قصوا الشوارب وأعفو عن اللحى " بأن العفو هو ترك اللحية تنمو وتزيد وتكبر من غير حلق ولا قص ولا تشذيب ولا تهذيب ؟ العفو هو الفضل أي الزيادة ومنه قوله تعالى :" يسألونك ماذا ينفقون قل العفو " أي الفضل والفضل هو الزيادة .. معنى أعفو أي خذو من اللحية زيادتها وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب قوم ملتحين ، والمسلم الذي لا يُشذب لحيته ويرسلها كأحبار اليهود لا شك أنه متشبه بهم عَلِمَ ذلك أو لم يعلم ... وفي الرواية التي جاء فيها أرخوا اللحى ، هي أيضا لا تعني طَوّلو اللحى ، فإذا قلتُ لك أرخي الستارة فلا أظنك ستفهم مني أني قلتُ لك طَوّلها ..
لحى الوهابية ليست هي السّنة ، وجل علماء المسلمين من غير الوهابيين يأخذون من لحاهم وإن طالت قليلا فهم يشذبونها ويهذبونها ويحلقون ما تحت اللحيين لأن الشعر الزائد في الرقية ليس من اللحية ... أنظروا إلى علماء الشام والعراق واليمن وباكستان والسودان وموريتانيا وتركيا والمغرب والجزائر وليبيا و إندونيسيا ومصر .. وغيرها من بلاد المسلمين فهل ترون هذه اللحى الشعثاء بمنظرها المنفر المقزز ؟ عوام الوهابية لا لوم عليهم لأنهم ليسوا من أهل العلم ، لكن العجب أن تجد متعلم برتبة دكتور وبرفيسور وغيرهم من نخب المجتمع يحملون هذه اللحى ...
وهنا تحضرني حكاية طريفة عن الإمام الشعبي أن رجلا له لحية طويلة عريضة سأله فقال له : يا شيخ ، عندما أتوضأ لا أدري هل أخللها بالماء أم يكفيني المسح عليها ؟ فقال له الإمام الشعبي : لحية مثل هذه ينبغي لك أن تُنقعها في الماء من الليل إلى طلوع الفجر !!!! .
محمد رميلات
محمد رميلات
