ads

ads

احدث المواضيع

العنايه بالبشره[Oneright]

طبيب المجله[Oneleft]

معلومات صحية

مطبخ المجلة


اللغة العربية هي لغة الوحي والتنزيل ، هي اللغة التي تتردد على ألسنة أكثر من مليار مسلم من البشر خمس مرات في صلواتهم  كل يوم ، اللغة العربية هي لغة الإعجاز والذكر المحفوظ ، اللغة العربية هي لغة سيد الأنبياء والمرسلين الذي أوتي جوامع الكلم عليه الصلاة والسلام ، اللغة العربية هي لغة خطاب الإسلام الذي أصل قواعد التشريع ، وفصل فروعه وحصل ثماره في أحكامه البينة وحكمه البالغة ، اللغة العربية هي مرآة حضارة راقية متمدنة تنافست فيها العلوم والآداب والفنون ...
وها نحن اليوم ، نرى دورها يتقلص ويتناقص ويتقهقر ويتأخر ، فنجدها غريبة في ألسنة النخب ، ركيكة على المنابر ، قلقلة في النحت والاشتقاق ، تمشي على استحياء في المدارس والجامعات ، وتزاحمها اللغة الفرنسية في البيت والحياة ، بل إن بعض وزراء التربية في الجزائر أرادوا أن يجعلوا العامية مطية لمكافحة الفصحى وقد لقوا آذانا صاغية من بعض من تصفهم الصحافة الصفراء بـ " المثقفين الكبار " لولا أن الله تداركنا بلطفه ، بل انتقلت هذه العدوى إلى كتابات الصحفيين والصحفيات بحجة تبسيط الفصحى وجعلها سهلة مستساغة لدى العامة وهو ما جعل أسلوب الإعلام يهبط من حالق ، أما ما زاد اللغة العربية وهنا على وهن هي اللغة الفرنسية المفروضة في ميادين العلوم العصرية ، ومجالات البحوث والدراسات المتخصصة ، والمراجع الموسوعية الحديثة ، وصارت الطبقات العليا في الجزائر لا تتحدث إلا بلسان فرنسي مبين ، وصارت هذه النخب المثل الأعلى في الخطاب والإبداع ، بل صاروا قدوة وأسوة لكل مَن يريدوا أن يتصفوا بصفة " المثقفين " و" المتنورين " و " التقدميين " على خلاف نخب المشرق العربي الذين مهما تعلموا بلغات أخرى فإنهم يبدعون باللغة العربية إذا ما تحدثوا بها في تخصصاتها ، ولذلك فإننا مهما شرّقنا أو غربنا في اتهام هذا أو ذاك بتحطيم اللغة العربية وتكسيرها وهدم بُنيانها فإن اللوم والعتاب يبقى قائما على المنظومة التعليمية ، فالأم لا تعلم طفلها اللغة ، وإنما تحاوره ، ويسمع منها فيفهم دون شرح أو تفسير ، ويحاكي مع تقول إلى أن تنطبع أصول اللهجة العامية في ذهنه ، ويصبح نطقه سليقة ، ثم مَلَكَة في لسانه تصدر عنه عفوا ودون تكلف أو شعور ، وتنمو مواهبه عن طريق الحس اللغوي الطبيعي في التعبير تلقائيا ، وهذا ما نفتقره في منظومتنا التربوية فإذا لم يقم المعلم في السنوات الأولى من المدرسة مقام الأم في عملية التقلين الفطري للناشئة لن تستقيم ألسنتهم حتى ولو صاروا خطباء على المنابر ، لكن كيف لمعلم لا تزال اللغة عصية على لسانه وقلمه أن يلقنها لتلامذته كما تلقن الأم لابنها لهجتها العامية ؟ ومن أين للإعلاميين أن يشيعوا العربية بين الناس وهم يتكلمون بلغة عك يعك عكا ؟ إن أفلام الكارتون أو " الرسوم المتحركة " كما يعرفها العامة جَمْهَرَتِ اللغة العربية بين أبناءنا أفضل مما يفعل المدرسون والمعلمون ، فتجد الطفل مشغوف بتقليد ومحاكاة وترديد ما سمعه في أفلام الكارتون مع أخته وأخيه وأمه وأبيه وبعفوية تجعلهم مشدوهين أحيانا من فصاحته ولغته البسيطة والسليمة من اللحن واللكن ... وحديث اللغة العربية الفصيحة الصحيحة والبسيطة في آن واحد هو خير عندي من أوزان النشاز التي يردد أصحابها كلمات ومصطلحات من قبيل السيناريوهات، والمكانيزمات، والاستراتيجيات ، وكان في الإمكان أن تُغنيهم التصورات عن السيناريوهات ، وتكفيهم الآليات عن الميكانيزمات ، وتكفيهم الخطط والغايات عن الاستراتيجيات ، فالغاية النهائية في اللغة هي حسن التعبير وسهولة الإفهام ... وخلاصة القول وقصارى الحديث أن كبار المسؤولين في الدولة هم الذين يجب عليهم حماية اللغة العربية التي تعتبر جزء لا يتجزأ من كرامتنا ، وهويتنا وسيادتنا ، يجب حمايتها بسلطة القانون ، وبمسطرة القانون ، وبحزم وحسم القانون ، والتوبة السريعة من " الدياثة اللغوية " وعدم الغيرة على حُرمة وشرف وكرامة اللغة العربية [ فإنه لا يدخل الجنّة ديوث ] .
رميلات

About الجزائر الآن

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

Top