ads

ads

احدث المواضيع

العنايه بالبشره[Oneright]

طبيب المجله[Oneleft]

معلومات صحية

مطبخ المجلة


كنّا ونحن صغار في المراحل الأولى من التعليم الإبتدائي نقرأ في كتبنا المدرسية عن خطب العرب في أسواق عُكاظ ودُومة الجندل وذي المجاز ، فنتذوق بلاغتها ونستروح ذكريات التاريخ المجيد للعرب والمسلمين ، وكنّا نقرأ خطب الحجاج بن يوسف الثقفي لأهل العراق والشقاق والنفاق ، وكنّا نقرأ نصوص المنفلوطي ، والمازني ، والإبراهيمي فنجد لها حلاوة وطلاوة حَبّبت العربية إلينا حتى غدت طيّعة على ألسنتنا وأقلامنا ، وصرنا نعتز بها لسانا وعنوان انتماء وحضارة ، وكان وزراء التربية إذا ما تحدثوا أبهروا وأعجزوا بكلامهم العربي الفصيح الصحيح ... ثم دار الزمن دورته فرأينا وسمعنا نفر استوزرو على قطاع التربية والتعليم وهم لا يعرفون لغة بلدهم وقومهم فإذا ما تحدثوا بها جاؤوا بالأفانين من اللحن واللكن حتى لخيل للسامع أنهم أعاجم من مقديشو تعلموا العربية منذ بضع أسابيع خلت ... من أمثال بن بوزيد وبن غبريط وغيرهم ممن خربوا المنظومة التربوية وعاثوا فيها فسادا ، فهل الذي لا يعرف لغة بلده يصلح أن يقود وزارة بحجم وزارة التربية ، وعظمة وزارة التربية ، وجلال وزارة التربية ؟ بن بوزيد وبن غبريط أكثر جُرما ، وأشد لؤما من أي لص سلب الخزائن نفائسها ، لأن جريمة هذين " الوبشين " دخلت كل بيت وأصابت كل متمدرس طوال عقدين من الزمن .
لم أعرف من الذين تعاقبوا على حقيبة  وزارة التربية سوى ثلاثة نفر كانوا جديرين بحق لتولي وزارة التربية هم العالم الفاظل أحمد توفيق المدني ، والمفكر الكبير الدكتور مولود بلقاسم نايت بلقاسم ، والدكتور علي بن محمد ... أما البقية فقد كانوا يخبطون خبط عشواء وكلهم صدّعوا رؤسنا بالإصلاحات المزعومة والشعارات الجوفاء لنجدها في الأخير سرابا بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه المرء لم يجده شيئا ، لكن هذا السراب أهدر أموالا طائلة في غير طائل ، وإذا رأيتهم يتحدثون عن المقاربة بالمحتويات ، والمقاربة بالأهداف ، والمقاربة بالكفاءات يهولك الأمر لضخامة المصطلحات وهي في واقع الأمر لم تكن سوى شقشقة لسان ، ولم تكن في بادئ الأمر ومنتهاه سوى تلقين أجوف وحشو لرؤوس التلامذة بالمعلومات المفتتة والمجزوءة والمبتورة والمشوهة دون أن يعرفوا لها كوع من بوع ، بل هي معضلة وعبأ ثقيل تنوء بحمله المنظومة التربوية المتضعضعة والتي لا تحتمل الهزات والرجات المتتالية ، والنتيجة أننا لم نرى في واقعنا سوى تراجع وتقهقر في مستوى المعلم والمتعلم معا ، وصارت مهنة التعليم مهنة مَن لا مهنة لهم ... ومَن لا يحسنون إعراب " جاء زيد " وعليك أن تظن خيرا ولا تسأل عن الخبر ، ولم يتوقف التخبط هنا ، ففي كل عام دراسي يكتشف الراسخون في علوم التربية أخطاء فادحة فاضحة في كُرّاسات أبناءنا فتُعاد طباعتها بأموال لا قبل للدولة بها ، والغريب العجيب أنها فضائح كبيرة لكن وسائل الإعلام لا تكاد تعير لها أدنى اهتمام كأنما هو خبر يتعلق بنفوق خنافس وعناكب في صحراء تكساس ، والغريب العجيب أن تجد الوزير ومستشاريه ورؤساء دواوينه ومديروه المركزيون والولائيون كلهم من خارج قطاع التربية وأحسنهم الذي سلخ من عمره عامين أو ثلاث في قطاع التعليم ولا يعرف خباياه وخفاياه كما يعرفها المفتشون والأساتذة الذي زاولوا التعليم أكثر من عقدين من الزمن على الأقل ، فكيف يكون أولئك مسؤولون عن هؤلاء ؟ فهل فقط لأن لهم ذراع سياسية طويلة ، أو لأن لهم كلمة نافذة في المجالس النقابية التي تلوي ذراع  الوزير متى أرادت تحقيق مصالح مَن تريد ... وإذا كان في وزارة التربية رجال صالحون مصلحون فهم في مراتب المسؤوليات الصغيرة التي لا يترتب عنها أي قرار سياسي يغير خط النظام التربوي للبلاد ، وإن كان لي رأي بهذا الخصوص فإني لا أرى الجدير بالمسؤولية في قطاع التربية سوى المحالين على التقاعد ممن اكتسبوا خبرات كبيرة في التعليم والمدارسة والتفتيش والتصحيح والمراقبة ... لكن لهؤلاء القوم مبادئ آمنوا بها ولذلك سيبقون مهمشين وقلوبهم تعتصر ألما على ما آلات إليه المنظومة التربوية من تخبط و إهدار للمال العام  على إصلاحات عشوائية ، نتيجتها تراجع رهيب في المردود التربوي للمتمدرسين في كل الأطوار ، ولسان حالهم يقول أما آن لليل المنظومة التربوية أن ينجلي ؟ !!! .
رميلات

About الجزائر الآن

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

Top