ads

ads

احدث المواضيع

العنايه بالبشره[Oneright]

طبيب المجله[Oneleft]

معلومات صحية

مطبخ المجلة


يقول القاعد في بيته والمتفرج من بعيد لو كنت رئيسا لفعلت كذا ، ولاتخذت القرار الفلاني ، ولأنجزت المشروع العلاني ،  ولأطعمت الشعب المَنّ والسلوى ، ولبلغت به منتهى الرضى وفوق الرجاء ، لكن الواقع شيء آخر ، وليست الحقيقة كالخيال ،  وليس الواقع كالمجاز ، وليس الذي يده في الماء كالذي يده في النار ، وليس الذي يعمل كالذي يتفرج ... قرارات الرئيس ، ومشاريع الرئيس ، لا يصنعها سوى رجال أولي عزم وحزم يحيطون به ويكونون له بطانة خير ورشد ، وإذا جاء ليبحث عن طينة هؤلاء الرجال أصابه العجز ، ووجد نفسه أحير من ضب في يوم قائض .
ليس فقر الدولة من المال هو الذي يُعجز الرئيس ، فقر الدولة من الرجال هو الذي يشل يد الرئيس ورجله وبدنه فلا يتحرك يمينا ولا شمالا إلا وجد ضُعفاً هُنَا ، وعجزاً هناك ، وتقصير من هذا ، وخيانة من ذاك ... ما أسهل التصورات ، وما أيسر أحلام اليقضة !!! مشاريع الرئيس إذا ما جاء ليجعلها حقيقة على أرض الواقع خانته القوانين واصطدم بالعراقيل والعقبات الداخلية والخارجية التي لم يكن يحسب لها حساب ، والتوفيق من الله إذا ما صدقت النيّات وصحت العزائم ، لكن ماذا عساه أن يفعل إزاء تراكمات وتعقيدات عمرها زهاء ستين عاما ؟ مهما كانت حنكة الرئيس وخبرته ، ومهما كانت أخلاقه وأمانته ، ومهما كان دينه ويقينه ، فهو يحتاج إلى شعب صبور ، مؤمن ، تقي ، نقي ، سميع ، مطيع ... ويحتاج إلى بطانة خير تعينه وتشد من أزره ، وإلا كان كمن يحرث في الماء ، وقد سطّر لنا القرآن الكريم قاعدة " التغيير " التي نستند إليها لخلق أسبابه ،  وعلمنا حكمة جليلة جميلة عن أهم وأعظم مقومات " التغيير " فقال : [ إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم ] قد يقول قائل وماذا تقول في قول سيدنا عثمان رضي الله عنه  : " إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن " ، أقول : نعم !!! صدق سيدنا عثمان ، لكن الخلفاء الراشدون عندما تقلدوا مناصب القيادة العليا في الأمة وساروا بها في الرعية سيرا قويما ، وجدوا شعبا كريما يحميهم ويطيعهم ، لكن خلافة سيدنا علي رضي الله عنه شهدت اضطرابات وفتن كبيرة وهو الداهية الذي لا يدانيه في ذكاءه ورأيه الحكماء والعقلاء ، إذن الإشكال ليس في الرئيس بل في الشعب أيضا ، فرئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد ما كان له لينحج في الارتقاء بماليزيا إلى مستوى الدول المتقدمة في التعليم ، ومستوى خدمات الرعاية الصحية ، والتحكم في التقنية العالية ، والتكنولوجيات الحديثة ، والصناعات المتقدمة ... لو لم يجد شعبا شهما كريما يعرف قدر الرجال ، وفضل الرجال ، فيحتضنهم ويحميهم ويُفشل كل مخططات السوء التي قد تُحاك ضدهم ، لأن لكل رئيس أعداء في الداخل والخارج ، ولكل رئيس شيطان إنس يخترعون له المكائد .. إذن دعونا من نسبة كل فشل ، وكل تقصير ، وكل سوء ، وكل شر للرئيس ، فالشعب أيضا له رعونات ينبغي أن يتخلص منها ، وله عيوب يجب أن يسعى لإصلاحها ، وله نفوس مريضة بالأهواء والنزوات والشهوات ينبغي تقويمها ...
يحدثنا التاريخ عن سير الرؤساء والملوك والقادة فيرفع هذا درجات ويضع ذاك دركات ، لأن نفوس بعضهم غلب عليها الهوى فرأت السلطة تشريفا لا تكليفا فعاثت فيها فسادا ، ونفوس غلبت عليها الأمانة والكفاءة فكان خلاص الشعوب على يديها ، والمثال سيدنا يوسف عليه السلام ، فقد طلب المسؤولية وسعى لها وكان جديرا بها ، وتقلدها في سنوات عجاف وظرف اقتصادي صعب ومستعص على الحل ، وقد نجح في إدارة وزارة الاقتصاد ، وجنّب شعب مصر مجاعة هالكة هاتكة فاتكة وأخرجهم من ظرف اقتصادي متأزم كانوا قاب قوسين أو أدنى منه ... وهل ترون أن سيدنا يوسف عليه السلام كان ينجز مخططه الاقتصادي وهو في غاية اليسر من أمره ؟ ليس هناك من أحد وَجَّهَ له سهام النقد والتجريح  ولا أحد اعترضه ووضع العراقيل في طريقه وبين يديه ، ثِقوا تماماً أنه لا حاكم ينجو من العراقيل والعقبات والمعوقات والمكائد والتشهير والنقد الهادم ، ولا يوجد على ظهر هذه البسيطة حاكم سَلِمَ من النقد الجارح في أي زمان وفي أي مكان ... التغيير الحقيقي لا يتطلب رئيسا كامل الأوصاف فحسب ، بل يتطلب أيضا شعبا يُغير ما بنفسه ويتفهم واقعه ويعرف ما له وما عليه .
رميلات

About الجزائر الآن

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

Top