ads

ads

احدث المواضيع

العنايه بالبشره[Oneright]

طبيب المجله[Oneleft]

معلومات صحية

مطبخ المجلة

أحب المتواضعين حُبًا جمًا ، ويتسلل وُدُّهُم إلى قلبي كما يتسلل الفجر في تجاليد الظلام بنوره وأنفاسه الطاهرة ... أحب الذين ارتقوا في سلم العلم درجات لكنهم يتحدثون بلغة الفلاحين ، ولهجة القرويين ،  وأهل البادية ... أحب الذين يحافظون على شخصيتهم من الذوبان والاضمحلال والزوال .... أحب الذين يعتمرون العمائم ، وتحت العمائم رؤوس تحمل أفكارًا أبكار ، وتتحدث بشتى لغات العالم ... أول جزائري وعربي تَحَصَّلَ على شهادة الدكتورة محمد بن شنب ، كان يجيد ثمان لغات ، وكان يحاضر في جامعة السربون  ، وهو يعتمر عمامته المضرية الصفراء ، دون أن يجد في نفسه غضاضة من هذا اللباس العربي الأصيل الذي يُعبر عن انتمائه الحضاري ... وكان المفكرون والأدباء والفلاسفة من مختلف دول العالم يقفون له إجلالا وإكرامًا لأنه صاحب علم جم ، ولم يكونوا ينظرون إلى شكله ولم يسألوه يومًا لِمَ يَعتمر العمامة ، بل كانوا يسألوه عن فكره ومحاضراته وتراثه الأدبي العربي ، كانوا يرون فيه جوهر العلم والإنتاج المعرفي الغزير ... في اليابان لم يترك اليابانيون أكلهم للطعام بالعيدان كي لا يضحك الناس على فعلهم هذا .. وفي الهند لم تترك النسوة ارتداء " الساري " كي لا يسخر نساء العالمين منهن ... وفي إسبانيا لم يضع الإسبان " السمبريرو" عن رؤوسهم خوفًا من ازدراء البشر لهم ... وفي الصين لم تخلع الفتيات فساتينهن الحمراء ليلة الزفاف ، لأن عرائس العالم كلهن يلبسن الفساتين البيضاء ليلة الدخول بهن ... وفي ماليزيا لم يضع الرجال مآزرهم ويلبسوا السراويل تقليدًا لأهل الدنيا جميعًا ... شعوب العالم كلها تحترم تقاليدها ... ما عدا نحن في الجزائر ، يندر أن تجد معممًا في الجزائر العاصمة ، فلِمَ نخجل من تراثنا ؟ لم هذا التهتك ، والتهوك ، والتفسخ ، والتمسخ  ، والتقليد الأجوف ... ؟ !!!... لم الخجل من اعتمار العمائم وقد كان النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم يعتمرها ويرسل ذؤابتها من خلفه ، وهي ميراث أجدادنا العرب ؟ لِمَ يُنظر إلى العمائم في زمننا نظرة استصغار وازدراء واحتقار ؟ ولمَ يعاف الشباب اعتمارها ويرونها من طقوس الأحقاب الغابرة ، والأزمنة الدابرة ؟ .. تأملت في مناهج أبنائنا لعلي أجد نصًا يربط متمدرسينا بتراثهم ارتباط عزة ونخوة ، فلم أجد ، أعدت النظر كرة أخرى وبشكل أعمق وأدق فانقلب بصري خاسئا وهو حسير ، فلم التنكر لتراثنا ، و لِمَ القتل المبرمج لكل ما يمت للعرب والإسلام والمسلمين بصلة ؟ ... هل الإماراتيون والعُمانيون وأهل السودان هم أقل تقدمًا منّا لأنهم ما زالوا يعتمرون العمائم ؟ ... العمائم تيجان العرب ، والذين أشاعوا الفاحشة في العمائم حتى ازدراها الجيل بعد الجيل ، إنما هم يشيعون كُره كل ما هو عربي أو يرمز للعرب والإسلام والمسلمين ... في العصور التي برع فيها العرب في الرياضيات والكمياء والطب والفلفسة وغيرها من العلوم ، كانت أروبا في جهل مبين ، وكان علماء العرب يأتون كل يوم بفتح علمي جديد ، ولَمْ تؤخرهم عمائمهم عن الابداع والابتكار، ومذ وضعوها وضعوا عزهم وسؤددهم وكرامتهم ولم تقم لهم قائمة ... تحتفل جامعات العالم كلها بوضع طاقيات على رؤوس المتخرجين فيها ، بينما في تراثنا العربي الإسلامي عمائم العلماء تغنينا عن برانيط الغرب ، فلمَ لا تُدرج العمائم ضمن بروتوكولات التخرج وحفلات ترقية الدكاترة وكبار رجال العلم إلى مصاف درجات الأستاذية ... لقد كان العربي في زمن مضى إذا ما عوقب ، كُشف رأسه وتركوه يمشي بين الناس حاسر الرأس ، فلكأنه كان يمشي بينهم مكشوف العورة ... بينما أصبح حسر الرأس هو القاعدة ، واعتمار العمائم هو الاستثناء ، ولو كنا قومًا نفهم معنى الحضارة ومعنى التقدم لحافضنا على عمائمنا وميراث أجدادنا وعنوان هويتنا وانتمائنا الحضاري ...

محمدرميلات

About الجزائر الآن

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

Top