ads

ads

احدث المواضيع

العنايه بالبشره[Oneright]

طبيب المجله[Oneleft]

معلومات صحية

مطبخ المجلة


زعماء التيار المتأسلم في الجزائر ليس لهم من قوة ولا ناصر سوى زواج المتعة العلني الذي عقدوا قرانه مع العلمانيين في مزافران ، وصاروا لا يخرجون من بيت الطاعة العلماني إلا بإذن واستشارة غلاة اللاييك في الوطن ، وهذه علامات فشل واضطراب وتخبط ، وأمارات خزي وخذلان ، ودليل ضعف وعدم قدرة على مسايرة الواقع ومواكبة الأحداث ، على عكس إخوان تركيا الذين لا يلتقون مع العلمانيين لا في حوار ولا في منهج ولا في مطالب ولا في سياسات... أتدرون لماذا لأن أولئك يقودهم زعماء علماء ومفكرون كبار ، فهل يمكن ـ مثلا ـ مقارنة " طبيب حمس " بالشيخ التونسي عبدالفتاح مورو في فقهه لمقاصد الشريعة ، وفي تجربته السياسية ، وفي تاريخه النضالي الطويل ، وفي ذكاءه الوقّاد ، وفي قدرته على التكيف مع كل واقع ؟ هل يمكن مقارنة المفكر الكبير الشيخ راشد الغنوشي بـ " علي بلحاج " ـ مثلا ـ ؟ هل يمكن مقارنة الداعية والمفكر والعالم التركي الشيخ بديع الزمان النورسي بعبدالله جاب الله ـ مثلا ـ ؟ هل يمكن مقارنة هؤلاء بأولئك ؟ فقد استطاع الشيخان مورو والغنوشي إبعاد تهمة التنطع عن إخوان تونس ، بينما أغرق عبدالرزاق مقري حزبه في هذا الخلق السياسي السيء وهو يظن أن معارضة كل شيء هي الخيار الأسلم لحمس ... هل يمكن لعاقل أن يبرء ساحة المتأسلمين في الجزائر من الانتكاسات والخطايا ؟ فإخوان الجزائر لم يعودوا إخوانا على كلمة سواء ، وليس لهم زعيم عالم فقيه مفكر يفرض نفسه بعلمه وفكره على الداخل والخارج فيُسْلِمُوا له زمام القيادة طائعين خاضعين ، فقد بدت جميع الأحزاب المتأسلمة في الجزائر أمام الحراك الشعبي كأنها لا توجد سوى على ورق مقررات الاعتماد في وزارة الداخلية ... حركة حمس عندما كان يقودها الشيخ محفوظ نحناح ساهمت في بسط الأمن والسلم عندما كانت الدولة مهددة بالانهيار ، واليوم عندما قادها مَن لا علم لهم بفقه النوازل ولا بالاجتهاد والتجديد المعرفي الموغل في الفهم العميق لنصوص الشريعة ، ولوا ظهورهم للدولة وهي في أمس الحاجة لأحزابها المتأسلمة وغير المتأسلمة فامتنع نواب حمس عن تزكية رئيس البرلمان وهو إخواني منهم ، وغادروا الغرفة السفلى عندما دعاهم داعي التصويت للقانون العضوي المتعلق بالانتخابات واللجنة المستقلة لمراقبتها ، واجتمعوا بالعلمانيين في تحالف غير معلن ، ولم يجتمع المتأسلمون المتفرقون عبر أحزاب شتى مع بعضهم البعض ... فهل هذه مواقف عاقلة ومتزنة ؟ هل مصلحة الحزب أولى من مصلحة الوطن في هذا الظرف التاريخي الصعب ؟ ... المتأسلمون في الجزائر لم يقدهم العلماء ، قادهم جامعيون وأصحاب شهادات عليا ، نعم ، لكن لم يقدهم أهل المعرفة المتجذرة في الفهم الفقهي المتجدد ، باستثناء الشيخ محفوظ نحناح والشيخ بوسليماني ، ولذلك فقد المتأسلمون بريقهم سريعا ، وذهبت ريحهم ولم يعد لهم سند شعبي يقوي ظهورهم ، وجيل التسعينات الذي يشارف على الثلاثين لا يعترف لا بمقري ، ولا بعلي بلحاج ، ولا يعرف عبدالله جاب الله ، ولا يسمع بعبدالقادر بن قرينة ، ولا يهمه عبدالمجيد مناصرة ... ورغم ذلك لا تزال العمشاء تظن أن عينياها الجميلتان لا ينقصهما إلا الكحل لتزداد جمالا وصباحة وملاحة وحسنا وبهاء ... المتأسلمون لا زالوا يبررون فشلهم واضطرابهم وتخبطهم بالنظام المستبد والانتخابات المزورة وغياب هامش الحريات ... وأمثال هذه الأغنية البائسة التي لم تعد تطرب أحدا ، لكن معاذيرهم هذه التي لا زالوا يلقونها في كل ناد وواد لا يمكن قبولها وهم الذين فرطوا في مكاسبهم بأيديهم وهم الذي ألحقوا الضرر والعنت بأشياعهم وأتباعهم ومريديهم ، وهم الذين همشوا علمائهم ومشايخهم ومفكريهم ، وتركوهم سنين عددا يجلسون في الصفوف الخلفية ، ولا زال هؤلاء يكتمون غيظهم وقد منعهم الحياء والدين والخلق من فضح قادتهم والحديث عن عوراتهم وسوءاتهم ... المتأسلمون في الجزائر لا زالوا يحكون بلغة متشنجة وبخطاب لا يخلو من عنف لفظي وسوء خلق سياسي رغم أنهم السابقون الأولون للعمل السياسي المقنن والجاد قبل إخوان تونس ، وقبل إخوان المغرب ، وقبل إخوان تركيا ، وقبل إخوان مصر ... لكن هذا السبق باء بتجارب فاشلة وتشتت وتشرذم بين أحزاب مجهرية لا لون لها ولا رائحة ، و كلها يدعي التدين والنزاهة السياسية ، وكلها يدعي الطهر والنقاء ، وكلها يدعي أنه هو وحده الذي يملك الخلاص الأبدي السرمدي للمجتمع ... بينما بقي إخوان تركيا على وفاق واتحاد إلى أن نجحوا في حكم دولة كبيرة ، وجل نخبها علمانيون متطرفون في علمانيتهم ، ورغم ذلك عرف إخوان تركيا من أين تؤكل الكتف ، وعرفوا كيف يتكيفون مع واقعهم ، وكان خيارهم الاستراتيجي الذي يقيسون به كل مواقفهم وقراراتهم هو تقديم مصلحة الدولة على مصلحة الحزب ولذلك نجحوا وارتقوا بدولتهم إلى مصاف الدول الناجحة ... زعماء التيار المتأسلم في الجزائر ليس لهم من الخطاب السياسي سوى نعارض ، ونحن ضد ، ولا نوافق ... وهو في واقع الأمر خطاب لا يراعي" شعرة معاوية " مع المخالفين ، ومع السلطة ، ومع الأتباع ، ومع زعماء الأحزاب الأخرى ، وهذا ما تعبر عنه بيانات مجالس الشورى لديهم ، وما نقرأه في كتابات بعضهم ... لا يزال المتأسلمون في الجزائر يظنون أن جلوسهم مع بعضهم البعض وتنميق وزخرفة الخطابات والكلمات التي يتداولونها بينهم ، والبيانات التي يخرجون بها ، والكتيبات التي يصدرونها ، ستعيد لهم مجدهم السياسي ، لا تزال هذه واحدة من عثراتهم ... المتأسلمون في الجزائر تنقصهم قيادات من أهل العلم والمعرفة وكل ما يأتي بعد ذلك هو حرق للمراحل واستباق لسنن التطور والارتقاء ، وعندما يقودهم هؤلاء ينجح المشهد السياسي برمته في الجزائر ، لأنهم جزء معتبر منه ، والدولة لا تقوى بمؤسساتها الدستورية فحسب ، بل بأحزابها السياسية أيضا ، وإذا كان زمام الأحزاب بأيدي زعماء يدعون الزعامة بلا علم وبلا فقه يجعل المصلحة العليا للدولة فوق كل اعتبار فستظل الأحزاب المتأسلمة عقبة في طريق النمو والتطور والارتقاء بالعمل السياسي إلى مستويات أفضل ، لأنه لا يمكن شطب الأحزاب المتأسلمة من الساحة السياسية ، ولا يمكن قبول خطاياها وعثراتها وتخبطها واضطرابها .
رميلات

About الجزائر الآن

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

Top