ads

ads

احدث المواضيع

العنايه بالبشره[Oneright]

طبيب المجله[Oneleft]

معلومات صحية

مطبخ المجلة


الشيخ حسن البنا ـ رحمه الله ـ مؤسس جماعة الإخوان كان صوفيًا طرقيًا من أتباع ومريدي الطريقة الحصافية الشاذلية ، وكان يزور أضرحة الصالحين مشيًا على الأقدام لعشرات الكيلو مترات ، وكان يبيت الليالي الطوال يتمايل في حلق الذكر إلى أن يؤذن المؤذن لصلاة الصبح ، وكان ملازما للحضرة الصوفية التي تُقام بعد عصر كل الجمعة ، وكان يحتفل بالمولد النبوي الشريف على طريقة أهل التصوف من أول ربيع الأول إلى الثاني عشر منه ... وإخوان اليوم الذين أنستهم السياسة ذكر الله ، ليسوا الإخوان الذين أرادهم حسن البنا ، إخوان اليوم لا يقرؤون كتب إمامهم ، وكثير منهم تلوث باللوثة الوهابية وصار يعادي أهل التصوف ، وهذا في الحقيقة انحراف عن منهج الإخوان الذين ظلوا على تقارب تام مع الصوفية ، لولا انحراف الإخوان المتأخرين في كثير من بلاد المسلمين عن المنهج الذي رسمه وخطه الشيخ حسن البنا... ومَن شاء أن يقتنع أكثر فعليه أن يغالب نفسه ويقرأ  كتاب الإمام حسن البنا " مذكرات الدعوة والداعية " وسيجد فيه ما يُفاجئه ... الشيخ حسن البنا أخذ فكرة البيعة المعروفة لدى الإخوان من العهد الصوفي الذي يأخذه المريدون من مشايخهم ، واجتهد في صياغة الوظيفة الكبرى والصغرى على طريقة مشايخ الطرق الصوفية وألزم بها كل منتسبي منهج الإخوان ، وأخذ من منهج المشايخ في التربية الصوفية ما " يسمى بورد المحاسبة " ... حيث يحاسب المريد نفسه قبل النوم عن كل فعل وقول في يومه ذاك فما وجده حسنًا استزاد منه وحمد الله عليه ، وما وجده سيئًا لا يكرره ويستغفر الله منه ... حسن البنا كان منهجه صوفي خالص .. ولم يزد عنه شيئًا سوى مطالبته بعودة الخلافة التي واكب سقوطها ... غير أن الإخوان المتأخرين ولطول العهد بالمنهج غلبت عليهم السياسة ، وأهملوا حلق الذكر وانحرفوا انحرافا شديدا عن المنهج الصوفي التربوي الروحي الذي رسمه الإمام حسن البنا رحمه الله  ، فقد خالط بعض المتأخرين من الإخوان أشياخ الوهابية في السعودية وتأثروا بمنهجهم الوهابي فاختلط حابل الجماعة بنابلها ، وصاروا مللا ونحلا شتى ، ولم يعودوا إخوانًا على أفكار سواء .
أما الشيخ عبدالحميد ابن باديس فقد  كان أشعري العقيدة ، وكان لا يرى من تقصير اللحية بأس ، وكان يزور مشايخ الزوايا ويراسلهم ويثني عليهم ، وكان يحتفل بالمولد النبوي الشريف ، وكان من أتباع ومريدي الطريقة القادرية ، وكان يستعمل السبحة التي يبدع الوهابية كل من يحملها ، وكان أغلب أعضاء جمعيته من مشايخ الطرقية الذين يشتمهم الوهابية ويأكلون لحومهم ، وكان يُفتي يجواز التوسل بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والوهابية يكفرون المتوسلين برسول الله ، و كان يدرس طلبته ابن عاشر [ في عقد الأشعري وفقه مالك ، وفي طريقة الجنيد السالك ] ، و كان يدرس تلامذته " كتاب الشفاء " للقاضي عياض ، وكان يدرسهم رسالة أبي زيد القيرواني ، ومختصر الشيخ خليل بن إسحاق المالكي ، وهذا هو برنامج التعليم في الزوايا ... الشيخ عبدالحميد ابن باديس متخرج في زاوية ، وتلميذ شيخ الطريقة التيجانية في قسنطينة الشيخ حمدان لونيسي ، ولم يطعن بن باديس في شيخه ، بل كان يحبه حبا جما ويبالغ في إكرامه والاحتفاء به ... والوهابية لا علاقة لهم بابن باديس ، هم في واد ، وهو في واد آخر ... الوهابية يريدون أن يجدوا لهم مرجعية تاريخية يتأكون عليها ليثبتوا للجزائريين أن النحلة الوهابية قديمة في الجزائر ، ولا يجدون ... ومَن أراد أن يتأكد من كلامي فعليه أن يقرأ آثار الشيخ عبدالحميد بن باديس وسيجد فيها ما قلت وأكثر مما قلت .
محمد رميلات

About الجزائر الآن

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

Top