ads

ads

احدث المواضيع

العنايه بالبشره[Oneright]

طبيب المجله[Oneleft]

معلومات صحية

مطبخ المجلة


بُويع للأمير عبدالقادر بن مُحي الدين الجزائري بالإمارة وعمره لا يتجاوز الحادية والعشرين ، وفي هذه السن كان قد تزوج ، وحج ، وتخرج في زاوية والده بإجازة العلم والفتوى وهي أرفع الشهادات وأعلاها في ذلك الزمان ، وفي سن  الحادية والعشرين أسس دولة ، وأنشأ عاصمة متنقلة إسمها " زمالة الأمير " ، وسك العملة ، وأرسل السفراء والقناصلة لتمثيل الجزائر في كثير من دول العالم ، وفي هذا العمر الفتي خاص 116 معركة ضد 112 جنرال فرنسي ، بينما في عصرنا نجد شابًا في العشرين يتمايل رخاوة وطراوة وحديثه كأنه همس الصبايا ... أكبر هَمِّهِ تسريحة بهلوانية وتحليقة تُلفت الأنظار ، وسراول جينز ممزق على الفخذين كأنه تسلق به الجبال ، أوزحف به في الوديان والتلال ... ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻌﺼﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﺒﺎﺭ قادة الفتح الإسلامي وعمره أقل من اثنتين وعشرين عامًا ، بينما شباب هذا الجيل ، في هذا السن يسهر حتى الثالثة صباحًا مع الفيسبوك واليوتيوب، ومواقع الخنا والزنا ... وينام  إلى منتصف النهار وما يتبقى من الأوقات المُهدرة على الفيسبوك تلتهمه الأوقات المُهدرة على مشاهدة مباريات الأندية الأوربية ... ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻗﺎﺩ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ بحضرة ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻛﺄﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭ ﻋﻤﺮ ﻟﻴﻮﺍﺟﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﻷﺭﺽ ، ولم يكن آنذاك يتجاوز السابعة عشرة من العمر ، بينما شباب هذه العصر وفي مثل هذا السن لا يزال أكبر همه ومبلغ مناه اقتناء دراجة نارية والتسكع في الشوارع والوقوف بها على نواصي الطرقات لمعاكسة نواعم الثانويات والجامعات ويرى ذلك إنجازًا عظيمًا ... في سن الخامسة عشرة  ساد ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺗﻐﻠﺐ أي صار سيدهم المطاع الذي لا يُشق له غبار ولا يُرد له قرار ، ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻋن هذه القبيلة " ﻟﻮﻻ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻷﻛﻞ ﺑﻨﻮ ﺗﻐﻠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ " بينما شباب هذا الجيل وفي مثل هذا السن لا يزال ينام في حضن أمه ، وعندما يستيقظ صباحًا يلبس " فيزو " كالصبية ويقف ساعة أمام المرآة وهمّته لا تتعدى اهتمامه بمظهره ... بعض وزراء الجزائر في ستينيات القرن الماضي لم تكن أعمارهم تتجاوز  26 سنة وفعلوا المعجزات من خلال المهام التي أوكلت لهم ، بينما شباب هذا الجيل ، في مثل هذا السن تُشفق عليه من السفر بمفرده لأقرب المدن وأدناها مسافة ، وجُلُّ قادة الثورة الجزائرية والمجاهدين فيها كانت أعمارهم بين السابعة عشرة ، والخامسة والعشرين في الغالب الأعم ، وفي سن الفتوة والشباب هذا تعلموا خشونة العيش في الجبال والمبيت في العراء وأكل ما حضر ولبس ما ستر ... يتحملون الجوع والمسغبة والمشي لمسافات طويلة ، ويقاتلون قتال البأس والبسالة والقوة ، والرجل فيهم بألف ، بينما شباب هذا الجيل في مثل هذا العمر يعاف رعي الغنم ويتأفف من حراثة الأرض وغراستها ويشمخ بأنفه عن أشغال النظافة والبناء والطلاء والسباكة والحدادة والنجارة ... ويخشى أن تتشقق يديه من المعول والرفش ، ويرى بدلة العمل إزراء به !!!! بينما بدلة العمل زينة الرجل وبهاءه ...هل هذا النوع من الشباب يعول عليه لبناء دولة رصينة مكينة ؟ الشباب الذي يعرف كريستيانو ، وميسي ، ورونالدو ... ومغنيات العهر والقبح أكثر من معرفته للشيخ الثعالبي أو محمد بن عبد الكريم المغيلي أو أبو مدين شعيب أو الشيخ بلكبير أوالشيخ الحفناوي ... هل هذا الشباب يُعول عليه في المدلهمات والخطوب  ؟ هل هذا النوع من الشباب الذي لا يعرف من الدنيا سوى الغوغائية والفوضى وغلق المنافذ وسد الطرقات والصراخ في المسيرات بغير وعي لمجرد التقليد والاتباع هل هو الجيل الذي ينقذ أمته من هذا الدوخان ؟ هل الفتى الذي لا هم له إلا تسوية الغرة والاهتمام بالطرة يُعول عليه لِتَوَلي المناصب القيادية في أي هيئة أو مؤسسة أو إدارة ؟ إن الشباب الذين تولوا مناصب كبيرة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي اخشوشنوا وتعلموا معنى التضحية وتغربوا عن أوطانهم وعرفوا معنى الجوع ومعنى الحرمان ومعنى التعب ومعنى السهر في سبيل الله ومعنى السهر في طلب العلم ...  وفي المقابل لا ننكر أن هنالك شباب يُستسقى الغمام بوجههم ، هنالك شباب أطهار أخيار أنقياء أتقياء ، رجال بكل ما تحمله كلمة الرجولة من معنى ، لا يُعرفون إلا في الشدائد والمحن ، وبمثل هؤلاء يكون نجاح الأمة وصلاحها وفلاحها ، لكنهم قليلون .
رميلات

About الجزائر الآن

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

Top