ads

ads

احدث المواضيع

العنايه بالبشره[Oneright]

طبيب المجله[Oneleft]

معلومات صحية

مطبخ المجلة


قال الإمام أحمد بن حنبل : [ بيننا وبينهم الجنائز ] أي الخاتمة الحسنة لا يستوي فيها الناس ، أفمن كان مؤمنًا كمن كان فاسقًا ، لا يستوون ... والذين كانوا ولا زالو يقعون في عرض الشيخ محمد متولي الشعراوي نقول لهم هذه خاتمة سيدنا ومولانا الشيخ الشعراوي ... نقلاً عن الشيخ عبدالرحيم نجل الشيخ وبكثير من التصرف .. قبل وفاة العالم العلاّمة الشيخ محمد متولي الشعراوي بثمانية عشر يومًا انقطع اتصاله بالعالم الخارجي ما عدا أولاده فقد كانوا من حوله يحوطونه برعايتهم وعنايتهم ولا يغادرونه ساعة من ليل أو نهار ، وكانوا كلما جاؤوه بغداءه أو عشاءه يقول لهم : " أنا منذ قليل أكلت مانغا ، أنا منذ قليل أكلت تفاح ، أنا منذ قليل أكلت موز " وأولاده لم يروه أكل شيئًا ...وقبل وفاته بثلاثة أيام سَئل الشيخ الشعراوي نجله عبدالرحيم عن اليوم الذي هم فيه ، فقال : الأحد .. فراح يعد أصابعه " الأحد ، الإثنين ، الثلاثاء " ثم سكت هنيهة وقال له كم الشهر فقالت 14 فراح يعد أصابعه 14 ، 15 ، 16 وكان مولانا الشعراوي يتحدث و قد تدلت رجلاه من على السرير ، وحانت منه التفاتة ، فنظر إلى عبدالرحيم ، فوجده قد اختنق بعبراته وندّت منهما دمعة ساخنة ، لم يستطع ردها ، وانسكبت على خده كأنها قطرات الندى على ورد الصباح .. فقال له سيدنا الشعراوي باللهجة المصرية الدارجة  " من أولها ..." ثم سأله بنبرة حادة تحمل بعض الإصرار " انت أد المسؤولية ولى ولا .." وأمره أن يجلس بجانبه وراح يربت عليه قليلا ، وقال له لا تتفاجأ وسيعينك الله ... عبدالرحيم نجل الشيخ الشعراوي ضاقت عليه الأرض بما رحبت .. ولم يفارق والده إلى غاية يوم الثلاثاء ، عندما حانت الساعة 12 من منتصف الليل ، التفت الشيخ الشعراوي إلى ولده عبدالرحيم وقال له : ما بك ياولدي كأنك حزين بعض الشيء ؟ قال : لأنك لم تأكل ولم تشرب منذ أيام ، فقال أنا أكلت الفاكهة منذ قليل ، وهو لم يأكل شيئًا ، ثم قال لابنه تعالى شَذّب لحيتي ، وتعاون أنت وأخوك أحمد على إدخالي الحمام وقوما بغسلي جيّدًا وادْعَكَا ظهري بليفة جديدة واختارا لي من اللباس الجديد ، وكانت خزانة ملابسه تضم بين رفوفها جلابيب جديدة فاختار له عبدالرحيم أجملها وأحسنها ، وبعدما اغتسل وتطيب وارتدى ملابسه الجديدة ، أمر أبناءه بالإنصراف ...وقال لهم : اتركوني أخلو مع ربي قليلا ... وبقي سيدنا الشعراوي منفردًا إلى غاية الساعة السادسة صباحًا ، عند إذن ذهب إليه عبدالرحيم فوجده جالسًا على سريره ، وبُعيد لحظات من المرح والمزاح مع أولاده رفع بصره إلى السماء ، وراح يقول أهلا سيدي أحمد ، أهلا سيدي إبراهيم ، أهلا سيدتي زينب ... والله إني آت إليكم ... الله ... الله ... الله .. أنا أستاهل كل ذا ... أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أنك محمد رسول الله ..ثم شهق شهقة الموت ، ومال على السرير وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها ... وكانت جنازته من أكبر الجنائز التي أهتزت لها مصر والعالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه ... إنه الشيخ الشعراوي ، وما أدراك ما الشيخ الشعراوي أشهر عالم فَسر القرآن الكريم إلقاءًا في العصر الحديث ... إنه الشيخ الشعراوي الذي كان يجلس في مكتبه على الأرض عندما تولى وزارة الأوقاف سنة 1976 ثم استقال منها ، وعرضت عليه مشيخة الأزهر ومناصب سامية أخرى فرفضها .. إنه الشيخ الشعراوي رئيس بعثة علماء الأزهر في الجزائر سنة 1966 ... إنه الشيخ الشعراوي الذي اختارته جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم كشخصية العام في دورتها الأولى عام 1998 ، ومقدار الجائزة مليون دولار فتبرع به كاملا ... إنه الشيخ الشعراوي الذي ألف 66 كتابًا من خيرة ما ألف المؤلفون ... إنه الشيخ الشعراوي الذي وقف مواقف بطولية لا يزال التاريخ يذكرها بجلال جم وبفخر عظيم ... إنه ولي الله الذي جال العالم إلى الله على هدى وكتاب ومنير ... الشيخ الشعراوي ليس مِلك للمصريين وحدهم ، الشيخ الشعراوي هو عالم هذه الأمة من غانا إلى فرغانة ومن المحيط إلى المحيط ... الشيخ الشعراوي من الراسخين في العلم الذين نوّر الله أبصارهم وبصائرهم ... رحمك الله أيها العبد الصالح فقد كنت علمًا من أعلام هذه الأمة حتى وإن تطاول عليك الصغار ... رحمك الله يا سيدي فقد بكاك ونعاك النصارى قبل المسلمين لأنك كنت سمحًا كريمًا حتى مع غير المسلمين ... رحمك الله يا شيخنا فقد تركت ثلمة في الإسلام لن يسدها غيرك ... رحمك الله يا سيدي ونفعنا بعلومك وبركاتك وحشرنا في زمرتك وأشياعك ومحبيك ... رحمك الله برحمته الواسعة وجعلك إلى جواره في جنّات ونَهَر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
رميلات

About الجزائر الآن

This is a short description in the author block about the author. You edit it by entering text in the "Biographical Info" field in the user admin panel.
«
Next
رسالة أحدث
»
Previous
رسالة أقدم

Top